غيم - بقلم راما علي
غيم .. لقد ذهبتَ وأخذت النور والصباح معك، تسعة أيام مرّت علينا علقماً بَهُتَ فيها كل شيء؛ تسعة أيام كانت كافيةً لالتهامِ روحي بما فيه الكفاية ، بهتت الشوارع، ثقلت الأيام،بهت الأشخاص وحتى أنا، الشمسُ مضيئةٌ لكن النهار مظلم والليل مملٌ على غير عادته،حتى ضوء القمر في غيابك يثير الجروح، كل تلك الأشياء البائسة من الممكن تتلاشى بمُجرد أنْ تأتي كلمة منك، لأول مرة أشعر أن العالم يبدو فارغاً تماماً،لأول مرة أشعر أن سمائي فارغة جداً، لا نجمٌ ولا قمرُ يُعكر صفوها.
في غيابك فقدتُ جزءاً مني ،فقدت الأشياء بهجتها، ذبلت زهرة التوليب الزرقاء ،منذ أن رحلتَ و وردتك تقطف نفسها بتله بتله وتنتظرك لتعود... ما لم يفعله الحزن، المرض وحوادث السير، فعله بعدك هيا عد حاملاً معك الأمان.
عدْ يا غيم، عد ليعود الخير و المطر صوتك الغائب جعل أجمل الأصوات ضوضاء لا فائدة منها...هيا عدْ.. سئمت الإنتظار...كفاك بعداً... بعيدٌ جداً انت_بعيدٌ بعد مجرة _تعال ومدّ القمر قليلاً من نورك عساه يعود ويضيء، تعال ونافس الشمس بنور وجهك، تعال لأعود كما أنا.
وكأن الحياة تعبٌ وظلامٌ دائم حتى يجيء وجهك،اتخيّل تفاصيل يومك كاملةً، اتذكر وجهك باستمرار،كلما نظرت إلى السماء رأيتك مختبأ بين النجوم، نعم بين النجوم يا سمائي.
وجوة تعبيريةوجوة تعبيرية