ها قَدْ انطوى عَامٌ - بقلم محمود إبراهيم

ها قَدْ انطوى عَامٌ اخَرٌ مِنْ دَفْتَرِ العّمرِ آخِذَاً مَعَهُ الكَثِيرَ والكثيرَ مِنَ الذِكرِياتِ بِحِلوِهَا وَمُرِهَا مَعْ اشخاص مِنهم مَازالَ مَعِي وَمِنهمْ مَن ذَهَبَ بِلا عَودة.

اشخاص مِنهم مَنْ اَصْبَحَ غَرِيب بَعدَ انْ كَانَ كُلَ شِيء وَمِنهمْ مَنْ اصْبحَ كُلَ شِيء بَعدَمَا كَانَ غَرِيب ، عَام أَعْطَانِي وَعَلَمَني الكَثيرَ مِنْ دُرُوسِ الحَياةِ ، عَام مَرَرْتُ بِهِ بِتَجَارُبٍ صَنَعَتْ مِنْي شَخْصاً اكْثرَ اتِزَاناً وَاكثرَ عقلانِية واكثرَ إِيْماناً بِأَنَ هَذِهِ الحْياة التي نَعِيشُها عِبَارَةٌ عَنْ غَابَةٍ وَالبَقَاءُ فِيها لِلأقوَى..

عَامٌ تَعَرَضْتُ فيه للخُذْلانِ الذي عَلَمَنِي اَنَْ لا أُعْطِي ثِقَتِي لِشَخْصٍ لا يَسْتَحِقُها أَمَا عَن تَجْرُبَةِ الحُبْ فَهذَا العام كَانَ كَفِيلاً لِيُغَيرَ قَنَاعَتِي بِمَا يُسَمَى بالحب ، فَقَد أََصْبحَت قَناعَتِي بِأَنَ الحب هو عِبارةٌ عَن حُبٍ لِنَفسِكَ وَلِذاتكَ ولأَحلامِكَ، حُبٌ لِعائِلتكَ ولأصدِقائِكَ ، حُبٌ لِكُلِ شَخْص يَسْتَحُقُ هَذِهِ المَشاعِر المُقَدَسَة ،حُبٌ للأَمَاكِنْ والتَفَاصِيل وَالذكريات وَالشوارِع ، حُبٌ لِلروَابطِ المُقَدَسة حُبٌ لِ المطرِ ولِ القهوةِ ولِفيروز

لَكِني أَثِقُ دَائِمَاً أَنَ الأَقدارَ خيرْ ..سَلامٌ لي وَسلامٌ للعامِ الجَديدْ لُِكلِ اللذينَ دَخَلو مَعِي العَامَ الجديد ، اللذين لمْ يُغَيرهُم البُعدْ وَلَم يُبهِت بَرِيقَ قُلُوبِهِم ..اللّهُمَ إِني اَستَودَعْتُكَ سَنَةً جَديدة لَا أَعلمُ خَفَايَاها وَلَكِن أَعلَمُ أَنَكَ خَيرُ مَدَبرٍ فَأجعل القَادِمَ أَجمل مِمَا مَضَى.