نظريات السرد الحديثة - بقلم دعاء وعل -

نظريات السرد الحديثة 

الكتابة الأدبية

انتشرَتْ الكتابة الإبداعية بشتى أنواعها في الآونةِ الأخيرة بشكلٍ ملحوظ، ومع تَزايُد عدد الكتّاب في جميع أنحاء العالم زادَ تنوع النصوص الأدبية، وإذا نظرنا بالتحديدِ ما بين فن القصةِ والرواية سَنجدُ تعددًا لأساليب كتابة هذه الفنون، ومن أكثر الأساليب استخدامًا في وقتنا الحاضر السرد الأدبي؛ لِما يمتازُ به من سلاسةٍ في طرحِ الأفكارِ وتسلسلها، ويعدُ السرد الأدبي نوعًا من أنواعِ النثر الفني، الذي يعبّر عن موضوعٍ معينٍ بشكلٍ روائي متضمناً للترابط الكتابي ومراعياً لعناصر الكتابة، وهناك العديد من نظريات السرد الحديثة التي تناولته بشكل تفصيلي، وفي هذا المقال سيتم تناول أهم نظريات السرد الحديثة.

نظريات السرد الحديثة

مع تطور نظريات اللغة والكتابة الأدبية، ظهرت نظريات السرد الحديثة لتصبح محورًا لنقاش العديد من النّقاد في العالم، فأخذَ السرد بشكله ومضمونه يُشكلُ حلقةً للوصلِ ما بين الكاتب والناقد والقرّاء، فظهرت العديد من النظريات السردية الحديثة منها التالي:

·        النظرية الشكلانية السيمولوجية: وهي النظرية التي تؤكدُ على أنَّ السرد عنصر شكلي مترابط مع البناء اللغوي والفني، بعد ما كان سابقًا يتم النظر إلى الفكرة فقط، فأصبح يُنظرُ إلى اللغة وطبيعة الكتابة، فأخذ هذا المنهج يدْرُسُ النص الأدبي من الخارج فقط.

·        النظرية السردية التحليلية والتركيبية: وهي النظرية التي تعتمد بشكل أساسي على الشخصية في السرد.

ومع تطور النقد برزت نظريات سردية حديثة كثيرة ومتعددة، صنفها والاس مارتن في كتابة نظريات السرد الحديثة بالتفصيل، وقارن ما بينها وبين السرد قديمًا، وذكر في كتابهِ أنواعًا عديدة  للسرد، كما ركز والاس مارتن على فن الرواية السائدة في كتابه نظريات السرد الحديثة، وجعلها تخضع لنظريات السرد، وركز على ربطها في بنية السرد، وما بين الواقعية والخيالية طُوّعَتْ العديد من النظرياتْ، وقدم نماذج عَدةً لصفات ومميزات الخيال في السرد.

السرد الأدبي والنثر

إن الفن السردي النثري في الكتابة بشتى أنواعها، أصبح يميز العديد من النصوص الأدبية، فلما كان تنوع النصوص واجبًا على الكاتب؛ لتنوع الذوق الفني للقارئ، أوجب ذلك تعدد نظريات السرد الحديثة، لذلك فإن المدارس الأدبية التي تَبنّتْ السرد بمختلف نظرياته تَبنتْ أيضًا ذوق المتلقي، وأخذت به في الحسبان، فلا بدَّ من تنوع السرد الأدبي بأفكاره ومضمونه؛ ليجدَ إقبالاً من قِبلِ القارئ، وظهرَ السرد كثيرًا في فن الرواية الأدبية بأنواعها، حيثُ إن هذا الفن ليس مجرد كلام قصصي محكي فقط بل هو نص مترابط معروض بعناصر متكاملة، وشكّلَ السرد البنية الأساسية المكونة له، والتي أوصلَتْ للقارئ ما يحتاجه من إقناع للعاطفة وشعور بالنص.

نظريات السرد الحديثة - بقلم دعاء وعل -