حلمين بثلاثة اسابيع....بقلم ملك ممدوح
انا ملاك... عمري خمسة عشر عاماً اعيش في نيورنيورك
عندما كنتُ امشي في إحدى شوارع مدينتي رأيت اعلان ل اغنيتكِ
وكانت بأسمي... فقد انتباني الفضول الشديد حول هذه الاغنيه...
ولكنني قلت بيني وبين نفسي.. !
هل هذه المغنية جديدة ام انا لا أعرفها ؟؟
ولكن الظاهر انها مغنية جديدة....!
ولكن عندما بدأت أرى اعلان لهذه الاغنية في كل مكان فقد انتباني الفضول اكثر واكثر حول هذه الأغنية لان كل الناس تتكلم عنها ....
ورأيت ان لكِ حفلة في وقت قريب جدًا ولكنني لا استطيع ان اتي إليها .....
ولكنني كنتُ اتمنى ان اذهب إليها...
ولهذا ارسل لكِ هذه الرسالة واتمنى ان تصل لكِ بأسرع وقت، ذلك أني مصابة بنوع نادر من السرطان في الدماغ..
وقد علمت من الانترنت ان نسبة النجاه منه قد لا تبقيني إلى موعد نزول الاغنيه.
اعلم ان طلبي يبدو غريباً.
لكني أرغب ان تعطيني كلمات هذه الاغنيه
أرغب ان اتخيل نفسي وانا اتحمس في حفلتك...
اعدك انني لن اسرب اغنيتك لأحد. وأعدك اني لن أخبر أحداً ايضا
سيكون هذا سرنا المشترك.
انتظر ردك
مع الشكر
ملاك....
سافانا
فتحت بريدي في ذلك اليوم لارسل استقالتي من العمل فوجدت فيه هذه الرسالة
للوهله الأولى لم أفهم من هو المرسل،فقد كان العنوان غريباً جداً..
كنت في المكان الخطأ وكنت اعلم منذ البداية اني في المكان الخطأ.. لكن لم يكن لدي خيار سوى أن اقبل ان اغني على المسرح لذلك لان صوتي جميل جدًا فقد قالوا لي الكثير اصبحي مغنية صوتكِ جميل جدًا ويجذب الشخص الذي امامكِ
ولكني لم ارد عليهم
(واصبحت الدكتورة سافانا)
انه شيء جميل جدًا كما انني احبه لكنه متعب، متعب للغاية..، لم أكن اتخيل انه متعب لهذه الدرجة
كنتُ عالقة في كل حياتي، في الدكتوراه، في أقساط الماجستير، في حلمي بأن اكون دكتورة ناجحة جدًا، في علاقتي بمارت الذي اعرف تماماً انه لا يحبني كما احبه انا، وربما لا يحبني على الإطلاق، لكنه فقد يقضي وقت ممتع معي، ولن يرف له الجفن يوم يقرر تركي لانه وجد فتاة افضل في ولاية أخرى
كنت احبه، كما لو ان هذا الأمر يورث في جينات الشرقيين....
لم اعش في الشرق كي اخذ منهم هذه العواطف لكني عارفة بلا امل في حب رجل لا يحبني
مقيداً من جميع الجهات، رسالة الدكتوراه التي لا تمضي الى اي مكان، البروفيسور ميللر الذي يعيد لي كل ما اكتب، ونادراً ما يجد الوقت للقائي وجهاً لوجه، أقساط البيت الذي انهار سعره بعد الازمه المالية وهذا الشرق الأوسط الذي لعنت بدراسته..
إلى حين طلبوني بأن اغني على المسرح كمبتدئه على مسرح مليئ بالناس....
في الأول اعترضت وقلت، لأكمل بدراسة ( الدكتوراه)
ولكني فكرت في بعض الأوقات..
كم انا اتعب من الدكتوراه، ولكنه حلم اختي... ولماذا لا أصبح مغنيه، كما أنه صوتي جميل جدًا،
ثم فكرت وقررت ان اقبل بهذا العرض الجميل
ولكني ما زلتُ مترددة بشكل لا يوصف
أصبح لي اغاني كثيرة واصبحت مشهورة كبيرة ومحبوبة جدًا وأصبح لدي فوق 10 ملايين على الانستجرام، حتى على كل مواقع التواصل الاجتماعي، وفي كل مكان اذهب اليه يأتي الي شخص ويطلب مني أن أتصور معه،
ولكن للأسف كل هذا كان تخيل، لكني قلت بيني وبين نفسي.. انني استطيع ان اصبح هكذا ان قبلت وصعدت على هذا المسرح، ثم ذهبت وقبلت بعرضهم ويوجد لدي حفلة بعد ٣ اسابيع.....
قد مرت الايام ورأيت هذه الرسالة
رسالة الفتاة ملاك...
.... قد أثرت بي كثيرًا لأنها مصابة بمرض السرطان وانا اعلم كم هي تعاني...
تذكرت اختي.....
اسمها كريستين، كريستين كانت تبلغ من العمر الثاني والعشرون عام،
كانت مريضة بمرض السرطان في الدماغ..
تأخرنا كثيرًا بعلم هذا...
كانت اختي دكتورة، تحب معالجة الجميع، تفعل المستحيل لكي يتعالج، قبل أن تتوفى اختي بعدة ايام، كانت تعلم انها مريضة ولكن لم تقل لنا
قالت لي عندما تكبرين كوني طبيبة وعالجي جميع الناس ساعديهم بأن يعيشوا مرة أخرى في هذه الحياة...
كان حلمي ان اصبح مغنية
أصبحت دكتورة لأعالج الجميع ولأعالج مرضه السرطان وحققت حلم اختي..
جاءت لي حالة كانت صعبة جدًا...
لن استطيع ان اعالجه وتوفى.....
دخلت بأكتئاب شديد جدًا، أصبحت اكره الدكتوراه، فكرت ان استقيل منها ولكن تذكرت اختي بكل مرة....
عندها قلت استطيع ان اعالج ملاك....
فكرت فيما قالته لي، بأنني اعطها اغنيتي..
ولكنني كنت مترددة، ولكن فكرت بردة فعل اختي أن كانت على قيد الحياة، فكرت كم سوف تفرح اختي أن كانت على قيد الحياة،
وقررت ان اعطها اغنيتي ولأجعلها تعيش الحماس مثل الآخرين
حاولت أن اصل لها وان اذهب إليها...
واصبح لموعد حفلتي اسبوعان وهي تنتظر ردي بشدة...
يا ليتها تركت رقم في اخر الرسالة ولكن "لا"
ثم وصلت لها بعد عناء كبير جدًا
فقد قررت أن اعطها اغنيتي،
عندما رأتني
قالت :
هل اغنيتك اسمها مثل اسمي "ملاك "
قلت : نعم انها هكذا
قالت :
هل قرأتي رسالتي فقد كنت اتمنى ان تصل لكِ، انتباني الفضول الكثير حول اغنيتكِ
فأسمها غريب جدًا ولا أعلم انه يوجد اغنية بهذا الاسم من قبل،
قلت لها : انها تتكلم عن ملاك كل شخص
تتكلم عن أفعال الناس الحسنه...
لهذا سموها ملاك...
فقد سمعتها الاغنية ولكن حماس ملاك زال خوفي كله وقد تحمست بأن اصعد الي هذا المسرح الكبير،
ثم بدأنا بالتحدث عن مرض ملاك...
قلت لها :
انا دكتورة، حقا اريد ان اعالجك وسوف احاول، سوف اتحدث مع مدرائي وانا اوعدك بأنني سوف اعالجك،
تحدثت مع مدرائي، جمعيهم عارضوا عن العملية
قالوا :
بالطبع لا، سوف تموت الفتاه، لن تنجح العميلة، لماذا قلتِ لهم نستطيع فعلها، ارتكبتِ خطأ كبير جدًا، لا نقبل، بالطبع لاااا
ولكن لحسن الحظ كان يوجد بعض المدراء الذين لديهم امل في كل شيء
فعلنا اجتماع بين مجلس الإدارة ونجحتُ بأقناعهم....
حان موعد العملية....
كنتُ خائفة بأن لا تنجح وان ارتكب نفس الخطأ مرة أخرى...
ولكن استجمعت نفسي وقلت
تفعليها يا سافانا هيا استجمعي نفسكِ
قبل دخول العملية قلت لملاك، لا تخافي..
فقد تخطيتي الكثير، الن تستطيعي تخطية عملية؟
رمشت بعينها واغمضت عيناها،
استعديت لإجراء العملية لملاك
مرت ساعات ......
مرت ساعات اكثر.....
مرت 9 ساعات..........
وبعد جهد طويل وتعب لا يوصف
نجحت العملية، وخرجت ملاك من العملية
بسلام فقد تخطينا مرض السرطان الذي في دماغها..
لا أعلم كيف اصف فرحة ملاك، الجميع لم يكن يتخيل مني كل هذا الجهد والأمل،
كملت في الدكتوراه ولكن حفلتي لم تتوقف.!
جاء يوم حفلتي وذهبت انا وملاك إلى الحفلة سويًا
واصحبت ملاك من مشجعيني، نعم اعلم لم تكن ردة فعلها عندما سمعتها مثلما اول مرة، ولكن حماسها كان يساوي العالم،
أصبحت مشهورة كبيرة، ولدي عدد كبير جدًا على مواقع التواصل الاجتماعي،
وعرفتُ بـ :
صاحبة إنقاذ طفلة تبلغ من العمر 15 عام من مرض السرطان
حققت حلم اختي...
ومغنية أشهر اغنية في نيورنيورك.....
وجوة تعبيريةوجوة تعبيرية