الجمعة، 18 مارس 2022

يوميات الممرض خليل صبح

هاشتاج#

 يوميات الممرض خليل صبح



سألوا رجل كبير..هل تحب الغباء او الذكاء، نظر الرجل الي وهو بلون وجهه الأزرق ملون ينبعث منه اشعه فوق البنفسج، وكان الرد الصادم الذي ارعبني، احب الغباء ولا اتردد

أجاب اختار الغباء لأعيش بين بشر أصبحوا لا يعرفون المعروف ولا يصدقون الحق وكل ما يبحثون عنه عدم الاتزان وان حاورتهم يقتنعون بما تملي عليهم عقولهم، وأن نصحتهم شتموك واعتبروك العدو الذي يضرب من الخلف، يعيشون مسلسل بلا عنوان وبلا حكايه، وكل ما هناك لا يكترثون لقهر من حولهم ولا ينظرون من باب بيتهم ان اراد من بجوارهم بلة ريق، كل ما هناك ينظرون من خلف شجرة الصبر والسلوان، لا يتحكمون ولا يتحكمون بعيشة من رب الخلق الذي أطلقها لهم بدون عنان

عشنا في صغرنا في بيت نصفه احجار يملأه الفقر والبطاله ولكن يخلوا من الوباء فكان العيش على كف يد لا تزود ولا تعلوا بل تنقص ايام وأيام ليست بقليله، نجتمع على مأكل واحد صحن صغير بين اربابنا، وهل تصدقون باب بيتنا مفتوح المشرعين مستور من العيون لا نقسوا على دقة الباب ولا طالب الماء ولا نغلق العين بوجهه، نستقبل الرجل والمرأه والكبير والصغير، نستضيف باولها مما تيسر الله وننهي من مقسوم البيت

في رمضان عصير امي وتحضير الطعام يفوح الطرقات من طبخ الأمهات يمتلئ القلب شجن والراس يلوج بالانتظار، وقت الغروب مفرشنا على الأرض جرائد الكلام المقصود الصحف اليوميه فلسنا من قرأها بل من تحويشها لفرشها تحت الطعام فكان الفقر لا يساعدنا نشتري سفرة طعام ولا مفرش بلاستيك ولا بيتنا معقود مغلق له غرفه للطعام بل كان بيتنا شبيه بيوت ام الكروم، حانت دقات الأذان ( الله اكبر الله اكبر) اول الوجبات الماء وبعدها جميع الاطعمه لا مقبلات تزهو ولا أصناف تنتشر، كان طعامنا سلطه وجبة الطعام بصنف واحد ولا ننسى كان الجيران يهدون بعضهم باصناف، لا انسى عصير امي التي كانت تصنعه العصر وتضعه في الثلاجه ليبرد، أو كانت تضع الثلج معه، بعد وجبة الطعام كنا نخرج ونجلس على باب البيت وايضا الجيران كذالك مع جلسات الشاي والقهوة ونادرا القهوة وقطايف كل هذا باب البيت، بعدها صلاة التراويح بكاملها ولذتها والدعاء آخرها، وبعد الصلاه نعود للبيوت نكمل السهره وللعلم تلفازنا لا يعمل منظر والله يشفيه الفيوزات محروقه، أيامنا مريره فقيره ولكن فرحتنا كبيره جميله مثل كعك العيد لا نستطيع النظر للأمام كثيرا خوف من اختفاء الفرحه

أواخر رمضان ملابس العيد إذا توفر المال ولكن لا حرمان من كعك العيد مصنوع من يد امي رائحته ولا الياسمين العطره، كانت تضع لكل جيراننا نصيب وننطلق لتوزيعها ويا الله اللذة بتلك الايام 

جدتي رحمك الله جلساتك على باب البيت في وقت العصر وكانت فرحه بكلامها وتحذيرتها لنا والتواصي بكل حزم كانت بركه من الله ليست بقلب قاسي ولا لئيم، كانت تعيد لنا القصص نفسها ولكن نراها بقصه جديده وجميله، اذا اختفينا من أمام ناظريها تبدأ تنادي بصوتها ( وينكم اختفيتوا بلاش حدا يخطفكم، تعالوا جاي ما تبعدوا يا جده، والدموع على عيونها وقلبها يرجف خوفا، وعندما نعود تبدأ بالبهادل والضرب بالعكاز

العيد ولا أحلى في الصباح الباكر صلاة العيد ومن بعدها زيارة القبور الشارع يزهو بالملابس الجميله والأطفال يلعبون يرقصون والفرحه عارمه، زوارنا من الصباح لنهاية ثالث يوم، كنا نفرح ونحن نجمع المال من الأعياد لصرفها على مشتريات نستفيد منها وليست للألعاب لأننا نشعر بالفقر ولا مبعثرون للمال

هنا يكفي من ذاكره لا تهدأ ولا تمل من زمانها القريب الذي يغزوا الراس رحمك الله والدي انت اخر من اكتب عنه لانه ضحكة العيد منه كانت جليلة لا تختفي والله كانت رجل قوي صنديد يستقبل الزوار ويزور الرحم، ابي رجل ناضل بحياته وكان مبدأه واحد لا تراجع عن الكرامه ولا كسر للراس أمام احد، عصبيته درس لنا ليعلمنا درس في الحياه بأن الرجوله اذا اختفت فكل من حولك يعبرون فوقكم باحذيتهم ولا يصنعون قيمه لك، ولا يذكرونك في مجالس الرجال، ولا لك عندهم كلمه تستمع، علمنا أكرم لوجه الله تعالى فكل هذا زائل ولا تخاف بأن تفقر جيوبك لان المال الزائد مرض وهلاك على من يجمعه ويخاف على فقدانه عشنا بمبدأ ولا زلنا نرى هذا المبدأ رساله ندخرها لاولادنا بالكرامة والشرف لنا رساله كبيره مقدسه وتعاليمها ليست بالصعبة


وجوة تعبيريةوجوة تعبيرية