خواطر - بقلم ملك ممدوح
لقد تعبت من هذه الحياة الشاقة...
تعبت منها كثيراً، تعبت وانا ابرد في هذه الخيمة التي قضيت بها كل حياتي....
في يوم من الايام كنت امشي وجسمي كالجليد وبجانبي اختي الأصغر مني واقول بعقلي كيف يمكنني أن أعيش في هذه الحياة كيف؟ بل كيف لاختي الأصغر مني أن تتحمل كل هذا انا لم أستطيع تحملها بل هي كيف تتحملها عندما مات ابي وامي في الحرب اختي لم تتحدث اي كلمة من بعد هذه اللحظة لا أعلم هل هي لم تعد تتحدث ام هي لا تزال في نفس الصدمة التي مرت عليها سنتين....؟
لا أحد يعلم كم من العذاب الذي بقلبي
اختي لم تحبني ابدا من بعد موت ابي وامي .. لا أعلم لماذا... ولكنها دائما تلومني على موت عائلتنا كما انني أيضا ألوم نفسي كثيراً....
كل يوم ابكي واقول يا ليتني استطيع إرجاع الزمن ولا اكون سبب موت والداي
ابكي كل ليلة...
لم يرتاح قلبي ابدا منذ موت والداي...
اختي لم تعد تحبني...
لم تعد تتكلم معي مثل قبل بل لم تعد تتكلم معي أبداً....
قلبي مجروح كثيرا لماذا كنت سبب موت والدي بالحرب ؟
كنت طفلة وما زلت طفلة لا أفهم اي شيء ولكن.... عندما مات والداي فهمت الحياة كلها بصغر سني هذا...
ابكي كل ليلة، ابكي كل ليلة، ابكي قائلة اريد والداي، اذهب لغابة كبيرة جدا واتأمل بالسماء والغيوم وابكي بشدة بصرخة من القلب اريد امي، اريد ابي، ابكي واصرخ قائلة اختي لم تعد تحبني، اشكي لوالداي (تلومني اختي اكثر مما ألوم نفسي)
انا خائفة يا أمي، انا خائفة يا أبي، خائفة بأن افقد اختي مثلما فقدتكم قد كنت سبب موتكم ولكنني اتمنى الموت، اتمنى ان اتي إليكم ولكنني أتراجع اقول هل سوف اترك اختي لهذه الحرب ؟
اليوم يوم ميلاد اختي يا أمي، يا أبي، اليوم يوم ذكرة وفاتكم يا امي، يا أبي، اختي لم تبتسم ليوم واحد، وانا لم ابتسم ليوم واحد، انني افعل كل ما يجب لكي اسعد اختي، ولكنها تكرهني، تكرهني بشدة يا أمي، اشتغل كل يوم، اذهب الى أناس عنيفة جدا يا أمي وأبي لكي استطيع العيش انا واختي، تعبت يا أبي، ما زلت طفلة صغيرة جدا عمرها 12 سنة اتحمل مسؤولية طفلة عمرها 8 سنوات اتعذب كل يوم منذ سنتين أشعر بالبرد كثيرا، اختي تشعر بالجليد يا أمي لكي تحبني اعطها كل ملابسي، البس ملابس صيفية لأجل اختي، لأجل ان تعيش اختي لكي لا يحصل شيء لها بسببي، لكي لا افقدها مثلما فقدتكم يا أحبائي، اتزكر كل ليلة كيف كنت سبب موتكم...
في يوم من الايام يا أمي كنت امشي انا واختي في البرد الشديد هذا، كانت اختي ترتدي كل ملابسي وانا ارتدي سترة خفيفة جداً كل يوم كنت اموت يا أمي وأبي كل يوم كنت اتعذب يا امي وابي كنا نمشي في إحدى الشوارع ثم بدأت اختي بالتكلم قائلة اختي عندما سمعتها تتكلم بكيت، بكيت كثيراً، قائلة هل انتِ تتحدثين يا جميلتي لا أصدق ضميتها لقلبي وقلت لها ابقي دائما تتحدثين ولكن أصبحت ملامحها تتغير كثيراً وهي تقول لي
اختي..
ارجوكِ لا تلومي نفسك مرة اخرى قد كنتي احسن اخت في هذه الحياة المؤلمة ، أشعر بأنني اموت..
قد صرخت وقلت لها لا تقولي هكذا ارجوكِ لا تتركيني لوحدي ارجوكِ يا اميرتي ارجوكِ... وقعت على الأرض وهي مغمضة عيناها ودقات قلبها لا تنبض صرخت بصرخة... لم أعد اتحدث يا أمي وأبي
أصبحت اعلم الكتابة لوحدي يا أمي وأبي رغم عدم دراستي، أصبحت اعلم القراءة رغم عدم صوتي الذي لا يتكلم، رغم عدم دراستي، كل يوم امسك كتابي وقلمي واكتب كل شيء يحصل يا أمي وأبي، اكتب كل شيء إلا سبب موتكم لا استطيع كتبه انني اكتب كل اشي الآن انني اكتب قصة حياتي منذ أن ذهبتم اكتب انني الوم نفسي، اكتب ان اختي تلومني، اكتب من هي سبب موتكم وهي انا، ولكن يدي لا تستطيع كتب سبب موتكم، منذ أن ماتت اختي وانا لوحدي بالحياة يا عائلتي البعيدة...
لا اريد ان الوم نفسي اكثر من هكذا.... اريد كتب سبب موتكم وان اذهب من الحياة كلها يا عائلتي البعيدة عني....
في يوم 13/10/2019 كان يوم ميلاد اختي ابي اشترى لنا كعكة صغيرة تكفينا نحن الاربعة جلسنا في حديقتنا التي كانت كلها ازهار وألعاب لي و لاختي، جلسنا نغني لاختي بيوم ميلادها قد أخذنا كل شيء ما عادا الكعكة قلت لأمي انا اريد ان أخذها امي قالت لي حسنا يا ابنتي ذهبت لأخذ الكعكة،هنا قد قررت أن امزح مزحة مع والداي
قلت لهم امي ابي المطبخ ينحرق يا اميي، ابييي، أتوا وهم يركضون اخذت اختي وذهبنا للخارج لكي لا يرونا والدينا ولكن كان يوجد حرب والحرب اخذت امي وابي من البيت ومن الدنيا
وهنا بدأت بلوم نفسي يا ليتني لم أقل هكذا يا ليتني اخذتُ والداي معي للخارج، يا ليتني
انا اسفة حقا يا امي، يا اختي، يا أبي، ولكنني لا استطيع ان اعيش لوحدي، لا استطيع التحمل، سوف اترك كتابي وقلمي هنا الي حين يأتي احد ويقرأ كل ما كتبته سوف اتي اليكم الآن سوف ارمي نفسي من الجبال وأتي إليكم
الى اللقاء يا عائلتي الحبيبة....
وجوة تعبيريةوجوة تعبيرية