الثلاثاء، 22 يناير 2019

فلسفة علم النحو - بقلم : دعاء وعل -

فلسلفة علم النحو 

علم النحو

يعدُ علمُ النحو من أهمِ علومِ اللغة العربية وهو علم يقوم على القواعد والإعراب وتكوين الجمل وتركيبها، حيث أن وظيفتهُ الأساسية تُعنى بالبحث وتنظيم الجمل، فمن دونه سنجد كثيرًا من الأخطاء في تراكيب الجمل مما يؤدي إلى التشتت يقول ابن فارس: "النون والحاء والواو كلمةٌ تدل على قصد، ولذلك سُمِّي نحو الكلام؛ لأنه يقصِد أصول الكلام، فيتكلم على حَسَبِ ما كان العرب تتكلم به"، ويقول ابن منظور في لسان العرب " "والنحو القصد، والطريق، نحاه ينحوه وينحاه نحوًا، وانتحاه، ونحوُ العربية منه، وهو في الأصل مصدر شائع؛ أي: نحوت نحوًا؛ كقولك: قصدت قصدًا، ثم خص به انتحاء هذا القبيل من العلم"، وتعود تسمية النحو لقولِ عليٍ بن أبي طالب لأبي الأسود الدؤلي، انحُ هذا النحو، عندما وضع قواعدًا للغة العربية بعد أن وجِدَ كثير من الناس يقعون في أخطاءٍ نحويةٍ، ومع ظهور علم النحو ظهرت الفلسفة النحوية، وفي هذا المقال سنتعرف على فلسفة علم النحو. 



فلسفة علم النحو

فلسفة علم النحو هي الطريقة التي يتم بها تفسير الأساليب النحوية المستخدمة في تراكيب الجمل، إما بإسلوب ذكر سبب استخدام القاعدة النحوية أو شروط استخدامها،ولأن الفلسفة النحوية مجموعة من آراء النحاة ظهرت مجموعة من المدارسِ النحويةِ تمثلت بطريقة تفكير النحاة واتجاهاتهم،اتفقوا فيها على هدفهم و رؤيتهم من النحو العربي واختلفوا في فروعه، ومن هذه المدارس النحوية:

المدرسة النحوية الكوفية : ظهرت هذه المدرسة في الكوفة بالعراق في عصر الدولة العباسية، وهي مدرسةٌ مستقلةٌ توسعت في الرواية والقياس وضبط القواعد.
المدرسة النحوية البصرية : ظهرت هذه المدرسة في البصرة بالعراق في عصر الدولة العباسية، وهي مدرسة كانت تتبع التوثيق بالشواهد الموثوقة في دراستها للنحو، وتأثروا بنهج المعتزلة، وسموا بأهل المنطق.
المدرسة النحوية البغدادية : ظهرت هذه المدرسة بعد اختلاف النحاة على اتباع كل من المدرسة الكوفية والمدرسة البصرية، فلم تعجبهم كِلا المدرستين.
وتقومُ فلسفة علم النحو على تفسير الظواهر النحوية، فهي تبرر استخدام الكلمات والقواعد داخل تراكيب الجملة الواحدة، من ثم تبرر استخدام الجمل معًا داخل الفقرة الواحدة، وتشرح ترابط وتناسق القواعد الموجودة، ولما كان لفلسفة علم النحو أهميةً كبيرةً، ظهرت مجموعةٌ من الكتب التي تتبع المنهج العلمي الأصيل لشرح فلسفة علم النحو، منها كتاب المعجب في علم النحو لرؤوف جمال الدين، إن التعمقَ النحوي في النصوص الأدبية يختلف من ناقدٍ إلى آخر مما استدعى وجود أكثر من منهجٍ نحويٍ فلسفيٍ للنصِ الواحد.



الدلالة النحوية و الوظيفية

إنَّ الدلالةَ النحوية عبارة عن علاقاتٍ بين المفردات من ناحيةِ النحو مع مراعاة قواعد اللغة، لذلك تؤخذ الدلالات النحوية من نظام الجمل، مع مراعاة المعنى العام للجملة، نشأة الدلالة النحوية مع نشأة النحو، و من أشهر الدلالات النحوية العلامة الإعرابية، أما الدلالة الوظيفية فهي دور الكلمة في الجملة، و بذلك تشكل كل مفردة في الجملة وظيفةً معينةً، ومع مرور الوقت ظهرت مجموعةٌ من المدارس التي تختصُ بالوظيفةِ النحوية مثل :

مدرسة براغ : وهي مدرسةٌ تربط بين التواصل واللغة،ومستويات اللغة وركزت على الجانب الوظيفي اللغوي،حيث درست جميع مستويات اللغة من صوتيات و تراكيب و صرف و دلالة وغيرها من مستويات متعددة، واتبعوا منهج أن اللغة وحدة كلية واحدة، وتميزوا بدراسة اللسانيات.
المدرسة الفيرثية : وهي مدرسةٌ تهتم بدراسة الألفاظ المكونة للموقف الكلامي، حيث تركز على الحدث الواقع في الجملة لفهم معنى الكلام.
وبرزتْ استخدامات النحو الوظيفية في الصوت والحرف، ويلعب السياق دورًا هامًا في الوظيفة النحوية، حيث يحدد السياق الكثير من الظواهر اللغوية. 




موقف النحاة من فلسفة النحو

تعددتْ مواقف النحاة من فلسفة النحو، وارتكزوا على القياس والتعليل، وكان التعليل النحوي أهم أصل من أصول النحو اتبعه النحاة في النظريات النحوية؛ لتعليل و تفسير ما يسمعون من جمل وتراكيب،فظهر ما يسمى بالعلل الأول والثواني والثوالث، وهي المراحل الثلاثة التي قسم بها النحاة التعليل منذ نشأته، حيث أن العلل الأول كان يرتكز على جزئية الموضوع وتوافق القواعد، والعلل الثواني كان يعتمد على استنباط القواعد اللغوية، أما الثوالث فظهر بها الحكم النحوي،  واعتمد النحاة على الفلسفة والمنطق في مواقفهم من النحو، والبعض الآخر اهتم بالثقافة واستنباط الحقائق النحوية، وتمت دراسة فلسفة النحو من جانبين : الموضوعي والمنهجي،حيث اهتم المنهج الموضوعي بتقديم النحو لوحدته الموضوعية وليس لعلاماته الإعرابية، أما الجانب المنهجي يعتمد على فهم النحو وأبوابه،  كان الفارابي من النحاة الذين لهم موقف من فلسفة النحو فوضع نظريته الإتصالية، وهي نظرية متكاملة تدرس النحو من جميع جوانب اللغة من قواعد وأصوات وألفاظ وحروف، أما النحاة بشكلٍ عام فقد ابتع أكثرهم المدرسة البصرية في فلسفة النحو، وتأثروا بالنزعة المنطقية، ومن هنا امتزج المنطق بألفاظ النحو العربي.











فلسفة النحو - بقلم : دعاء وعل -





وجوة تعبيريةوجوة تعبيرية